حبوب منع الحمل وخطر الاصابة بسرطان الثدي

محتويات
منذ أوائل الستينيات من القرن الماضي، أصبحت حبوب منع الحمل هي الأكثر شعبية وواحدة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية في الولايات المتحدة، ولكن العلاقة بين الأستروجين وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي أدت إلى نقاش مستمر حول الدور الذي قد تلعبه حبوب منع الحمل في تطوير سرطان الثدي.
بالنسبة لمعظم النساء، وخاصة الشابات، يقول الخبراء أن فوائد حبوب منع الحمل تفوق بكثير المخاطر. ولكن هنا بعض الأسئلة المتداولة والأجوبة حول هذا الجدال.
هل تناول حبوب منع الحمل يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
ربما. أظهرت الدراسات التي قامت بدراسة استخدام وسائل منع الحمل الفموية كعامل خطر لسرطان الثدي نتائج متضاربة. ويعتقد بعض الباحثون أن هذا قد يكون بسبب حقيقة أن مستوى الهرمونات في حبوب منع الحمل قد تغيرت منذ دراستهم لأول مرة. تحتوي حبوب منع الحمل السابقة على مستويات هرمونات أعلى بكثير من حبوب منع الحمل الحالية المحتوية على جرعات منخفضة، كما أنها تشكل خطراً أكبر.
لاحظ الباحثون الاسكندنافيون زيادة في سرطان الثدي في مجموعة من النساء اللائي يتناولن حالياً أو تناولن مؤخراً حبوب منع الحمل. حيث يبدو أن الاستخدام الأطول للـحبوب يزيد من خطر الإصابة. وجدت أبحاث مماثلة أنه بعد 10 سنوات أو أكثر من توقف النساء عن استخدام الحبوب، تعود نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى نفس المستوى كما لو أنهن لم يستخدمن حبوب منع الحمل مطلقاً.
ومع ذلك، أظهرت دراسة أخرى حسنة السمعة من دراسة تجربة النساء في منع الحمل والانجاب (Women’s CARE) بين العام 1994 و 1998 أنه لا يوجد خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي لدى المستخدمين الحاليين أو السابقين لحبوب منع الحمل.
وبشكل عام، لم تجد معظم الدراسات زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي نتيجة استخدام موانع الحمل الفموية.
لدى عائلتي تاريخ للإصابة بسرطان الثدي. فهل يجب أن أتناول حبوب منع الحمل؟
الجواب هو: ربما. وجدت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن النساء اللائي لديهن تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي قد يكن عرضة لخطر أعلى للإصابة بالسرطان بنسبة 11 مرة إذا كن قد تناولن حبوب منع الحمل. ولكن الخبراء يحذرون من أن الدراسة شملت بشكل رئيسي النساء اللائي تناولن حبوب منع الحمل قبل عام 1975، عندما كانت الحبوب تحتوي على مستويات مرتفعة من هرمونات الاستروجين والبروجستين مقارنة بحبوب منع الحمل الحالية التي تحتوي على مستويات منخفضة.
يجب على أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي المتعلق بالطفرات في جينات سرطان الثدي توخي الحذر قبل تناول حبوب منع الحمل. قد تزيد العائلات المعرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي والتي تحمل تغييرات في هذه الجينات من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق تناول هذه الحبوب. وأظهرت الدراسات الحديثة أن تناول حبوب منع الحمل لم يزيد من خطر إصابة النساء اللائي يحملن طفرات غير طبيعية في جين سرطان الثدي2 (BRCA2)، ولكنه يفعل ذلك في النساء اللائي يحملن طفرات جين سرطان الثدي المتحول1 (BRCA1).
يجب على النساء مناقشة تاريخ إصابة عائلاتهن بالسرطان مع الطبيب عند تقييم مخاطر وفوائد استخدام حبوب منع الحمل.
هل يختلف خطر الاصابة بسرطان الثدي المرتبط بحبوب منع الحمل حسب العمر؟
نعم يختلف، وفقا لما أظهرته الأبحاث الأخيرة. تشير دراسة شملت أكثر من 100،000 امرأة إلى أن خطر الإصابة بسرطان الثدي المتزايد المرتبط بحبوب منع الحمل يكون أعلى بين النساء الأكبر سناً. ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان الثدي كان أكبر بين النساء في سن الـ 45 وما فوق واللاتي لازلن يستخدمن حبوب منع الحمل. كانت هذه المجموعة من النساء عرضةً للإصابة بسرطان الثدي بمعدل واحد ونصف تقريبًا مثل النساء اللائي لم يستخدمن حبوب منع الحمل أبداً. لكن الخبراء يحذرون من أن العديد من النساء كن يستخدمن حبوب منع الحمل القديمة التي تحتوي على جرعات أعلى من الهرمونات. ويُعتقد أن حبوب منع الحمل الحالية المنخفضة الجرعة تقلل من هذا الخطر.
هل تقلل حبوب منع الحمل من خطر أي سرطان آخر؟
نعم. لقد تم توثيق التأثير الوقائي لحبوب منع الحمل ضد سرطان المبيض بشكل جيد. فهي تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة تتراوح بين 30 ٪ و 50 ٪ بين النساء اللائي يتناولن حبوب منع الحمل لمدة ثلاث سنوات على الأقل. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدامها على الأقل ستة أشهر يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المبيض، وأن التأثير الوقائي يزيد كلما طالت مدة تناول المرأة للحبوب.
كما كان هناك أيضا انخفاض في معدل الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
وتشير دراسة جديدة إلى أن موانع الحمل الفموية قد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم. حيث وجدت الدراسة الأوروبية أن النساء اللائي سبق لهن استخدام حبوب منع الحمل كن أقل عرضة بنسبة 20٪ للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالنساء اللائي لم يستخدمن حبوب منع الحمل على الاطلاق. لقد كانت نسبة الخطر المنخفض كبيرة حتى لو كانت المرأة قد استخدمت الحبوب مؤخرًا.